profile image
by AmmarFayez
on 20/5/15

قالوا عن الاخوان وعن العلمانيين

قالوا عن الاخوان وعن العلمانيين

يدعي البعض ان جماعة الاخوان المسلمين لا تفهم ولا تتعلم فها هم العسكر يكيلون اليها الصفعة ويكررون ما حدث لهم في عهد ناصر

اولا هناك فارق بين الخيانة والغدر ومن بين الغفلة والجهالة والأمية. وما حدث من ناصر هو الغدر والخيانة. ولو ان الامر متعلق بغفلة الاخوان فما حكم محمد نجيب وعبدالحكيم عامر وغيرهم. وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على غباء غير محدود مِن مَن يتقول على الاخوان هكذا اقاويل.

ثانيا نجحت جماعة الاخوان المسلمين فيما فشلت فيه دول ومؤسسات. فالوحيدة التي استطاعت المشاركة في حرب فلسطين عام 1948 وهي ليست دولة. وحصلت على اعتراف الدولة المصرية بقوتها العسكرية لدرجة ان في احتفال الذكرى الاولى لثورة 23 تموز يوليو 1952 كان في العرض كتيبة كاملة تمثلهم دخلت طابور العرض بعد ممثلي السودان. وهم الفصيل الوحيد الذي استطاع الحاق هزائم ساحق بالجيش الصهيوني لدرجة ان الكيان استغاث ببريطانية التي امرت حكام العرب بالتصرف فكانوا يطلبون منهم ترك مواقع لتتسلمها القوات العربية التي تنسحب او تنهزم فيما بعد. وقد وصل بهم القوة انهم حاصروا اكثر من 100 الف من الصهاينة في ما عرف بعدها بتل ابيب. و كادوا يقضون عليهم تماما لولا تدخل العسكر المصري. بل لقد تم اغتيال قائدهم احمد عبدالعزيز والتنكيل بهم. واستمر الحال ليس فقد لقياداتهم بل كل من شارك في حرب فلسطين او ساعد فيها. وهو الشيء الاصلي الذي تسبب بمقتل حسن البنا. ولا اقل من صدق هذه الرواية الا ان كل من جاء بعده من المرشدين لم يتم محاولة قتلهم على الحقيقة. والمرشد الحالي د. محمد بديع سيكون دعوته ومحمد مرسي لبناء دولة اسلامية قوية قادرة على تحرير القدس هو السبب الاساسي في اعدامهم. وفكر سيد قطب الجهادي كان احد اهم الاسباب التي ادت لإعدامه. واستمرت نجاحات جماعة الاخوان المسلمين فقد توسعوا (فكريا) وظهرت لهم قوة في الكويت والاردن وسوريا واليمن وتونس والجزائر وغيرها. وفي كل من هذه الدول كانت لهم ادوار جوهرية ومؤثرة. فلولاهم في الكويت لما ازدهرت الحركة البرلمانية والسياسية وحتى التجارية والتي ادت لخلق جمعيات شرعية خيرية كان لها الفضل على الكثير من المسلمين في بقاع الارض. الامر الذي لم يحدث في اي دولة خليجية حتى السعودية نفسها ولا حتى في دول اسلامية كالايران او باكستان رغم الوجود المالي والاسلامي. وقد انتقل هذا المجهود لقطر ايضا عبر الجماعة بوجود شخصيات بحجم الدكتور يوسف القرضاوي فتأسست جمعية شرعية اسلامية خيرية في قطر بادت لها ايدي بيضاء في بلاد لولا عناية الله لاختفى منها الاسلام. وقد كان وجودهم سياسيا له الفضل في تغييرات سياسية مثل سياسة الملك فيصل وصموده امام الانتشار العلماني الاشتراكي الناصري. ولولاهم لأفسد العسكر المصري الناصري الدولة السورية وافسدها فهم من كان في الطليعة لطرد عسكر مصر واشهرهم الراحل شيخنا علي الطنطاوي. كما انهم دفعوا ثمنا باهظا وصل لدرجة حرب ابادة كاملة في حماه لتصديهم لعمليات التجريف الديني في المجتمع السوري من قبل البعث العلماني. كما ان لهم الفضل الاكبر في التجييش الشعب في الحروب ضد الصهاينة واخره 1973. حتى على الصعيد التشريعي الحديث كان لجماعة الاخوان المسلمين في كل البلدان حضور قوي في البرلمانات العربية. فها هي الكتلة الاخوانية في برلمان مصر عام 2005 منع تمرير العديد من المشاريع العلماني التي كانت تستهدف الهوية الاسلامية في اصولها بسهام مسمومة وقاتلة. ولعل هذا الوجود القوي هو من افشل اي عملية تمرير للحكم من مبارك المتهالك الى ابنه او احد قيادات الجيش. خاصة بعدما نجح العسكر البعثي في سوريا من اجلاس بشار الاسد محل ابيه رغم انه لم يكن مخططا له. فقد ارتأت دولة الظلام في مصر ان جمال مبارك قد يكون الواجهة المناسبة خاصة بعدما بدا انه يستوعب حدود سلطته وسلطات الجيش بعد فشل محاولات اقصاء القوى الظلامية حول ابيه فيما عرف بصراع الحرس القديم مع الجديد فمع تقدم احمد عز ومجموعته حافظ فتحي سرور وزكريا عزيم وصفوت الشريف ورفاقهم على مواقعهم فتم التوازن. لكن الكتلة الاخوانية افشلت العديد من القوانين التي كانت ستمرر التعديل للابن. ثم جاءت الحركات الثورية التي كانت الجماعة جزء فاعلة فيها وقد كان حضورها سببا في نجاح العديد من المواقع. بل ان الشيء الوحيد الذي اجتمعتن علهي القوى السياسية هو ان جماعة الاخوان المسلمين هو التنظيف الوحيد القادر على ملأ فراغ الحزب الحاكم. وقد فشلت القوى الثورية في مصر فعليا في ايجاد اي بدلي فأُرغمت الجماعة ان تطرح مرشحها. ليس هذا فحسب فبعد اكتساحها الانتخابات البرلمانية اكتسحت الرئاسية فالمرشح الذي لم يعرفه احد من قبل في السياق الرئاسي بات هو المرشح الوحيد للثورة. ورغم ان شفيق تقدم بالتزوير الا ان الوجود القوي للجماعة حال دون مخاطرة العسكر باستمرار التزوير في المرحلة الثانية واعلان شفيق هو الرئيس. وقد الزم الرئيس الشرعي محمد مرسي نفسه بعدم اشراك جماعة الاخوان المسلمين في الحكومة لسماح باشتراك القوى الثورية في الحراك على اعتبار شعار "مشاركة لا مغالبة". وهو ما عرف بأمس اتفاقية فندق فيرمونت. وهو ما لم تحترمه القوى السياسية فرفضت الاشتراك في الحكومة وحاولت فرض شروطها على الرئيس لدرجة انها حاولت انتزاع سلطاته واعطائها لرئيس الوزراء برئاسة شخصيات كالبرادعي الذي استجلبته القوى الخارجية. الامر الذي اعتبره الرئيس الشرعي محمد مرسي تدخلا سافرا في الشأن الداخلي المصري فرفضه تماما. ليس لشخص البرادعي بل لأنه جاء من قوى خارجية. وهو ما حدث فعليا فبعد الانقلاب لم تأتي القوى غير الاسلامية بالبرادعي رئيسا للحكومة بل اكتفت بكونه نائبا للرئيس المؤقت. وقد استمرت عمليات التآمر ضد الرئيس المنتخب وجماعة الاخوان المسلمين والتي اثبتت انها اقوى بكثير من مجموع خصومها بإحداث تغييرات ثلاثة في حكومة د. هشام قنديل انتهت بدفع اعضاء من حزب الحرية والعدالة كحزب سياسي وهو الامر الذي يختلط على الكثيرين. فتقريبا كل من شارك في حكومة الدكتور هشام قنديل لم يكن عضوا في جماعة الاخوان المسلمين وان اصر البعض عن ان يصف نفسه او يصفه الاخرون بانه كذلك (مثل يحي حامد و باسم عودة وغيرهم) وهم مجموعة من الشباب والذين يعدوا فعليا اصغر حكومة في التاريخ المعروف للدول في العالم لا في مصر وحدها خاصة في هذه الظروف. الامر الذي اثبت ان الجماعة قوية ومتطورة وقادرة على التأقلم. وهو ما اجبر القوى الظلامية للجوء ليس فقد لانقلاب دموي عسكري بل كذلك لدعم خارجي من الدول الخليجية والغربية.

ثالثا الفشل والغباء وعدم التعلم مردود على القوى العلمانية من امثال البرادعي وحسام عيسى وغيرهم. فهؤلاء لم يستطيعوا فعل شيء يذكر في اثناء حكم مبارك قبل 25. واثناء الحراك الثوري فشلوا في تشكيل مجلس رئاسي وحتى في اختيار رئيس مؤقت فقد كان لهم العسكر بالمرصاد في كل اقتراحاتهم وحركاتهم. ثم اتفقوا علانية بخلاف الادعاءات التي لم تثبت من تحالف الاخوان مع العسكر. فانضموا تحت لواء العسكر الذي اطاح بهم للمرة الثالث حيث اجبرها على لعب ادوار رغم انوفهم. فالبرادعي مثلا لم يستطع قيادة الحكومة فوضعوه نائبا للرئيس. وحسام عيسى لم يتسكع الجلوس على كرسي الرئاسة بل القي به لإلقاء بياناتهم. ليس هذا فحسب بل ان العسكر قام بركلهم بقوة في مؤخراتهم فها هو البرادعي هاربا لا يجرؤ حتى على النقد المباشر والصريح لشخص السيسي او للسياسة المصرية وبات يحاول التحولق حولها دون جدوى حقيقية مكتفيا بالدفاع عن ذاته. وها هو حسام عيسى يخرج ليصبح صفرا لا قيمة له. وهكذا هو حال كل القوى العلمانية. بل امتد الامر للشركاء الاسلاميين فها هم عاجزون عن حسم الامر بمفردهم دون قيادة الاخوان المسلمين.

رابعا استمرار الحراك الثوري وصمود جماعة الاخوان المسلمين رغم كل التضحيات التي جعلت الحراك العلماني لكل ذي بصيرة لا قيمة حقيقية له هو انتصار حقيقي يدل على ان الجماعة استفادة كثيرا من الماضي وليس كما يحاول بعض السطحيين اظهار الامر والتجريح فيها

خامسا جماعة الاخوان المسلمين ليست بديع ولا الشاطر ولا مرسي. بل هي اكبر من ذلك واختزالها في هؤلاء الاشخاص الغرض منه تجريف الساحة والتهديد بإنهائهم لإنهاء الحراك الثوري وهو امر اخرق تماما. لان الحراك تجاوز حجم الجماعة كما ان الجماعة في الاصل فكرة شاملة. وهو الشي الذي يتعمد البعض بما فيهم بعضا من القيادات الاخوانية نفسها ان تسيء فهمه. فان كانت هناك جماعات تحمل نفس الفكر الاخواني فهذا لا يعني انها فرع منها. لهذا فان التقول بوجود تنظيم دولي هو محض وهم لا اصل له اصلا. انما الوجود فكريا وهو ما يؤكد قوة جماعة الاخوان المسلمين حيث فشلت كل الحركات المغايرة مثل البعثي واللبرالي والاشتراكي من التواجد بهذه القوة او الانتشار

سادسا التقول بخيانتهم للثورة والاتفاق مع العسكر محض وهم بدليل انهم قدموا ابنائهم وها هي الاحكام تصل للإعدام. والادعاء بانها احكام واتهم هو امر مثير للضحك فعبدالحميد كشك وسيد قطب وغيرهم تم قتلهم فعليا وسبقها في ذلك حسن البنا. وقد وصل الامر بحاقدين والمتخلفين ان تقولوا بان الاخوان انفسهم من قتل حسن البنا. و الناظر في عدد المنشقين والمخالفين للإخوان خاصة في الفترة الاخيرة لا سيما والهجوم الحاد عليهم يعتقد يقينا ان الاخوان المسلمين لو انتهجت العنف والاغتيالات الداخلية لكانت انتهت هؤلاء كلهم بسهولة خاصة ان هناك العديد من الفرص التي سنحت لها بالفعل. الامر الذي لم يحدث بالعكس فقد قدمت القيادات ارواحها واولادها واموالها. على الجانب الأخر رأينا التحالف والمؤامرات بين غير الاسلاميين من القوى العلمانية والمتأسلمة تتآمر مع العسكر وتأتي بهم الى الحكم على رؤوسهم.

الخلاصة ان ما يقال عن ان جماعة الاخوان المسلمين لم تستفيد من الماضي ولم تطور هو امر عار تماما من الصحة ولا اصل له ويدل على غباء وسطيحة العارض للقضية. واما التقول بانهم متآمرون مع العسكر فقد اوضحت التضحيات بانهم على غير هذا. لو كانت هنات اتفاقيات وتفاوضيات ما تم تنفيذ كل هذه الاغتيالات والاعدامات.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة متى نتعود اتن تفهم ونقرأ المشهد كما هو حقيقة لا كما نريد ان نقرأه وينسجم مع هوانا.