مملكة الذاكرة
مدينة المطر والأرواح المبلّلة
العنوان :
قلبه .. وحدها القلوب عناوين ثابته
الرمز البريء بيدي :
آثار جرح للشقاوة .. يمتدّ مسافة تحسس .. تتسع لتسريب الحنين عبر ثقوب الزمن
رجاءُ لسحابة :
تصل لطهر المطر ..
هذا الصباح .. يحمل عنوان هزيمتي ..
وجوه الراحلين غزت أرض ذاكرتي ..
سحابة تبكي في الخارج الآن .. وأنا أعترف .. بأنني لم أخلع وجه الحزن قبل أن أفتح النافذة ..
صغيري ..
صباحك معطّر بأشياء رائعة .. لم تكتشف أسرار روعتها
بعد .. بالجنة تارة ..
وبدعاء أمي تارة ..
وبآمين المساجد تارةً أخرى ..
حاولت ياصغيري .. حاولت كثيراً .. ولكن ..
لاتخضيبي ليديّ بملامحٍ لك .. تطل من صورةٍ .. رمتها يدُ الفوضى .. في طريق ذاكرتي ..
ولاترديدي لترانيمك الأعذب من عزف عصافير الفجر ..
لاهذا .. ولاذاك .. ساعداني على أن أكون أنت .. ولو لبعض نقاء ..
وهاأنا أصل لك .. أصل لك متأخرا ياصغيري ..
كجوائز تكريم الموتى .. كموت الطغاة .. ( سأبتلع غصة تكومت في حلق ذاكرتي .. ثم أكتب ) .. وكالحقيقة .. تماماً
سامحني ياصغير ..
طريقي كانت مزدحمة بأجساد الأحلام الكاذبة ..
وأبي أوصاني أن لا أتجاوز أحداً في طريقي .. لذا وصلت متأخرا ..
كيف أنت هذا الصباح ؟
سحابةُ في الخارج تخبرني .. أن الخير مطرٌ يهطل بحضورك ..
أنا سأخبرك بدوري أن .. سحابة .. أنثى كانت تسكن صدري .. ولكنها لم تحتمل القضبان .. حتى وإن كانت لصدر .. همسَت لأنفاسي وداعاً .. وحلّقت نحو السماء
ألا زلت تكره يوم الاحد ؟
ألا زالت ابتسامتك لسببٍ ما .. أجمل ظهر الخميس ..
كم جميلٌ أن تبتسم الصور ياصغيري ..
أتدري ياصغيري .. هذا الصباح أعلنت نفسي منطقةً منكوبةً بفيضان الذاكرة ..
ممتليء بالفقد جداً ياصغيري ..
هل تعرف الفقد ؟؟
حسنا سأخبرك ..
هو كذلك اليوم الذي أضعتَ فيه يد أمك في الزحام .. ربما كنتَ في الخامسة حينها ؟ .. أتذكر حين رميتَ عينيك سنارة اصطياد لخير أمك
في كل مرة تسحبها من صدور وكفوف الأخريات يردد ضياعك :
لا .. لا.. صدر أمي أكثر اخضرارا من هذه ..
لا .. لا .. كف أمي أكثر تلبداً بالغيم من تلك ..
وعندما أعياك البحث .. تهاوت قدماك .. وامتلأت عيناك بغيمتين حزينتين .. وثمة ندم ينهش صدرك على قطعة الحلوى التي لم تقتسمها مع أمك البارحة ..
مليء أنا بهذا اليوم / الفقد .. ياصغيري
مليء به كشباك صيادين فقراء .. ذهبت مكدّسةً بوجوه أطفالٍ .. وضعها أباؤهم رشوةً للبحر .. ولأن البحر لايقبل بغير الجثث رشوة ..
عادت خاوية ..
ثمة وجوه تتعلّق بذاكرتي .. تعلّق ( أمي ) بشفتي طفلٍ .. يهذي من الحمى ..
أفتقد ابي .. أفتقدني .. أفتقد قلبك ياصغيري ..
أفتقد التفاصيل الصغيرة .. وعلبة الألوان التي تلّون بها الدنيا .. لم أعد أمتلك مثلها .. وصباحاتي أصبحت باهتةً ياصغيري ..
أحتاج لتلّوينها .. أو لتلوين عينيّ المعبأتين برماد الذاكرة ..
لن أسألك كيف هو ابي .. الخير دائما يكون بخير ..
ولكن .. حين يأتي على شاكلة الفجر ..
لأجل الله ياصغيري ..
احتضنه طويلاً .. وقبّل رأسه ويديه .. وقل له .. هذه عن عارف ..
لابأس أن تبكي ياصغيري .. أعتبر بكاءك ديناً .. أعدك أن أسدده كاملا يوما ما .. فلدي من الأحزان فائض ..
قل له أيضاً أن خطواته إلى المسجد لازالت مضيئة .. وأنني أخطو عليها كل فجر ..
أخبره أن نخلته تفتقده .. وأنها لم تعد تساقط الخير .. أصبحت تحترف الانتظار .. حزين هو النخيل الذي لايثمر الا انتظاراً ..
سيحدث ياصغيري في يوم تبكي فيه سحابة .. أن تثمر أغصان الفقد في كفك حنظلةً مرة .. يغصّ بها حلق فجرك المنتظِر .. فتبكي المرار :
مقبض الباب بارد ..
لمسته بعينيّ قبل قليل ..
مقبض الباب بارد ..
وأنا أدفّيء الأغطية التي أحتضنها بترقبٍ مشتعل .. وأتظاهر بالنوم
بعد قليل ..
سيوقظ ابي " الفجر النائم " .. ويوقظني معه لأصلي ..
بعد جميل ..
سأدعي أني مكبّلٌ بالنعاس .. من أجل أن يتدخل ابي .. ويفك أغلالي
بمفتاح اسمي ..
هكذا .. يدسّه في أذني .. ويديره برفقٍ أكثر من مرّة .. حتى يسمع تكّة قلبي ..
هناك .. حيث أسراب الحمائم تتأهب للانطلاق .. كما أحلامي الصغيرة تماماً ..
لاأدري لماذا أتظاهر بالنوم .. ربما لأن اسمي يكون أجملَ بصوت ابي الآتي من بعيد ..
بعد صهيل ..
لاأدري لماذا سأشعر بالعطش حين تبكي سحابةٌ في لحية ابي
يحدث كثيراً أن يتوضأ الماء بابي ..
وحده ابي يفهم حكمة البلل .. وأنها دموع توبة
لا.. لا .. يامؤذّن .. ليس بعد ..
لا .. لا .. يامؤذّن ..... <<<<<< N.B from Jumbotweet: auto-truncated at 4K characters on index page - Click here or on the "view" link to see entire jumbotweet! http://www.jumbotweet.com/ltweets/view/182884