عليها سكان البندقية اسم “جزيرة الأشباح” بسبب ماضيها المخيف.
حيث يعتقد أن هناك أكثر من 160 ألف شخص قد تم حرقهم في تلك الجزيرة الصغيرة للقضاء على انتشار مرض ” الموت الأسود الذي اجتاح أوروبا وكان من بينهم أحياء، وتقول بعض التقارير من أشخاص زاروا الجزيرة أن حوالي 50% من تراب الجزيرة الحالي هو عبارة عن رماد بشري
تاريخ الجزيرة القديم
في البحيرة الجنوبية والتي تقع بين البندقية وليدو ، تقع جزيرة بوفيجليا الإيطالية الصغيرة وتبلغ مساحتها 7 هكتارات فقط، وقد كانت لقرون ملجأ ومعقلًا ومكانًا للنفي وأيضًا موضعًا لحجر المرضى والمحتضرين والمتوفين.
وقد رحبت بوفيجليا بأول سكانها في عام 421م ، والذين كانوا مجموعة من الرجال والنساء والأطفال كانوا فارين من الغزاة البربر الذين دمروا البر الرئيسي، وقد كانت موقعًا مثاليًا لهم لعدة أسباب منها أن حجم الجزيرة الصغير نسبيًا جعل الدفاع عنها سهل وفي نفس الوقت فإن هذا الحجم جعلها لا تستحق عناء الجيوش الغازية.
وقد عاش هذا المجتمع الصغير لقرون في سلام وتجنب القوانين والضرائب في البر الرئيسي ؛ ومع ذلك ، تضاءل عدد سكانها وبحلول القرن الرابع عشر و خلال حرب كيودجا ، تم إجلاء سكان بوفيجليا ونقلهم مرة أخرى إلى البندقية، تم التخلي عن الجزيرة التي تم تدميرها لتعود مهجورة مرة أخرى، وخلال تلك الفترة تم بناء إحدى الحصون المثمنة على الجزيرة لحماية البندقية.
في عام 1348م وصل الطاعون البابوني إلى البندقية فتم استخدام بوفيجليا والعديد من الجزر الصغيرة الأخرى كمستعمرة للحجر الصحي، وخلال تلك الفترة قتل المرض 1 من أصل 3 أوروبيين.
وخوفًا من الانتشار الجامح للمرض نفت البندقية العديد من مواطنيها الذين ظهر عليهم أعراض المرض إلى تلك الجزيرة، وكان من الواضح أنه حكم بالإعدام.
في وسط الجزيرة ، تم حرق القتلى والمرضى الذين لم يتمكنوا من الاحتجاج في محارق عملاقة، وقد شمل ذلك عشرات الآلاف من مواطني البندقية الذين ماتوا أيضًا في البر الرئيسي.
ولم تكن تلك هي المرة الوحيدة لحرق المرضى على أرض الجزيرة، فقد حدث ذلك مرة أخرى في عام 1630 عندما اجتاح الموت الأسود المدينة مرة أخرى.
وليس هذا هو الاستخدام الوحيد للجزيرة بل أيضًا استخدامها لغرض أكثر قتامة وهو تخزين الأسلحة، حيث شعر وجد نابليون أن الموقع الدفاعي للجزيرة مناسب لاستضافة مخازن البارود والأسلحة.
بأمراض عقلية في جزيرة بوفيجليا، وكان هذا المصح مبنيًا بشكل سيئ واستخدم كمكان للنفي بدلاً من إعادة التأهيل للمرضى.
وقد سرت شائعات أنه في ثلاثينيات القرن الماضي حول طبيب إجراء تجارب غريبة على المرضى هناك حيث كان يحاول إيجاد طريقة لعلاج الجنون عن طريق إجراء جراحة لفصوص مخ المرضى.
وتقول الروايات أنه استخدم أساليب قاسية للغاية مثل المثاقب اليدوية لفتح مخ المرضى، ويقال أيضا أنه تم نقل عدد من المرضى إلى برج الجرس، حيث تعرضوا لنوع خاص من التعذيب.
لكن لا أحد يعرف على وجه اليقين ما حدث هناك بالضبط لأن الطبيب في النهاية أصيب بالجنون وألقى بنفسه من برج الجرس الطويل في المستشفى بعد أن أدعى أنه يرى أشباح، وفي عام 1968 بعد أغلق المستشفى وتم هجر الجزيرة مرة أخرى بالكامل.
وعلى الرغم من إزالة الجرس الموجود في البرج منذ عقود، لا يزال السكان المحليون يدعون أنهم يسمعون دقاته تأتي من الجزيرة المهجورة والتي لم تطأها قدم بشر منذ ذلك الحين حيث تم حظرها على الزوار.
وبسبب كل تلك الأحداث أصبحت الجزيرة مرتبطة في جميع الأذهان بحكايات الخوارق ومغامرات الأشباح الأكثر رعبًا على الأرض، وقد ذكرت في العديد من الأعمال الأدبية المرتبطة بالخوارق.
منها رواية مصورة بولندية حزينة كتبها رومان بيتراسكو وماسيج كور بعنوان (“هل أنت على قيد الحياة؟”) وتدور أحداثها في جزيرة بوفيجليا أثناء الطاعون ويركز على فتاة مريضة وصبي يحاولان الهروب من الجزيرة أثناء مطاردة أطباء الطاعونة لهما.
أيضًا ذكرت الرواية في سلسلة أليكس رايدر التي ألف أنتوني هورويتز وكانت الجزيرة في السلسلة هي مركز تدريب للقتلة.
كما حصلت بعض العروض التليفزيونية المرتبطة بالخوارق على تصاريح لتصوير بعض الحلقات على الجزيرة.
وفي عام 2014 قامت الحكومة الإيطالية بطرح فكرة تأجير الجزيرة بعقد مدته 99 عامًا على أمل أن يقوم المستأجر بتطوير مبنى المستشفى القديم ويحوله لفندق فاخر لاستقبال السائحين، وكان أكبر عرض قدم للحكومة الحكومة هو عقد بقيمة 513 ألف يورو، وكان المستشمر الذي قدمه يخطط لاستثمار 20 مليون يورو لترميم المستشفى وتطوير الجزيرة، ومع ذلك لم يكتمل هذا المشروع لأن الحكومة قررت أن عرضه لم يستوفي الشروط.