- إن حب الوطن يعني غرس كل ما هو في مصلحة أفراد الوطن وأجيال الوطن المتلاحقة وتراب الوطن والحفاظ عليه والدفاع عن حياضه مهما كانت التضحيات وتوريث ذلك للأجيال.
- إن حب الوطن يعني إقتلاع كل ما من شأنه إحداث ضرراً بأفراد الوطن وأجيال الوطن أو بتراب الوطن وسلامة أراضيه وتوريث ذلك للأجيال كذلك.
- إن حب الوطن يعني غرس قيم المواطنة الصحيحة البناءة التي لا تصطدم مع دين ولا مع موروثات صحيحة.
- إن حب الوطن يعني اقتلاع كل ما من شأنه إلحاق الضرر العاجل أو الآجل، الحالي أو المستقبلي بالوطن أو بأفراده أو معتقداتهم.
- إن حب الوطن يعني دراسة تاريخه للاستفادة من إيجابياته والإضافة عليها وتجنب سلبياته وتلاشيها.
- إن الوطن لابد وأن يعيش فينا قبل أن نعيش فيه. فبدونه يصبح الإنسان هائماً على وجهه مشرداً طريداً لا قيمة له.
- إن حب الوطن يعني أن يكون الفرد خير ممثلاً لوطنه أينما حل وأينما ارتحل.
- ألم ترى أن الطيور والحيوانات والأسماك تهاجر لأبعد المسافات وتجوب الأرض من أقصاها إلى أقصاها ثم تعود لأوطانها؟
- ألم ترى أن الإنسان يجوب الأرض ويطوي أطرافها حتى إذا أنهكت قواه وبلغ من العمر أرذله عاد إلى موطنه ليدفن في مسقط رأسه؟
- هل هناك مخلوق على وجه البسيطة يعيش بلا وطن؟
- هل هناك أسد بلا عرين؟
- هل هناك نحل بلا خلية؟
- هل هناك طائر بلا عش؟
- هل هناك أفعى بلا جحر؟
- هل هناك غنم بلا حظيرة؟
- هل هناك سمك بلا ماء؟
وصدق الشاعر حيث قال: بلادى وأن هانت على عزيزة ولو أننى أعرى بها وأجوع
وقال آخر: بِلاَدِي وَإِنْ جَارَتْ عَلَيَّ عزيزة وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَيَّ كِرَامُ
- وخلاصة القول أننا يجب أن نوازن بين الإفراط في حب الوطن والتفريط في حب الوطن. فلا نُفْرِط في حبنا للوطن لدرجة التقديس الطاغي الذي يجعله في مرتبة أعلى من ثوابت ديننا، ولا نُفَرِّط في حبنا للوطن ونخذله في مواطن النصرة ونشمت فيه الأعداء.
- اللهم من أراد أوطاننا بسوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره وإجعل تدبيره في تدميره.
- اللهم إحفظ أوطاننا من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار.
- اللهم إحفظ أوطاننا من عث العابثين وكيد الكائدين وعدوان المعتدين.
خيانة الوطن عن طريق موالاة أعداء الله تعالى ومداهنتهم والميل والركون إليهم. قال تعالى: " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ {38} " ( الحج 38 ).عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُطبَعُ المؤمنُ على كلِّ خُلَّةٍ غيرَ الخيانةِ والكذبِ " ( رواه المنذري ).
كما حذّر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من صحبة السوء فقال: "لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي". لماذا؟! لأن الصديق يتردد على بيت صديقه، فإن لم يكن من أهل الصلاح والتقوى فقد يخون صديقه في العرض والمال؛ ولأن صديق السوء يسد طريق الهداية بالتثاقل والتثبيط، ولأن أصدقاء السوء لا يستفاد منهم في الدنيا والآخرة، بل يتبرأ بعضهم من بعض، ويلعن بعضهم بعضًا: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنْ الأَسْفَلِينَ).