"وفي ذلك اليوم احسست ان كل شىء راح ، راح الي غير رجعه ،ولا اعرف كيف سيعود الذي راح ،ولا كيف سنحتفظ بالذي سوف ياتي ، لقد توقف الزمان كلة ،مات كل شىء حولي ، لم اكن مهيئ لمثل هذا الموقف .
فقد وجدت نفسي في الشارع وكل العالم يسير ويمضي كل له هدف كل له غايه الا انا فقد ضاع الهدف ،وضاع الطريق ،وكأن الأرض انشقت وبلعت كل تلك المعاني كل العلاقات كل الطرق كل الافكار ،ولم يتبقي إلا ان اسقت فيها واختفي .
لا اعرف ماذا اصابني وقتها شعرت انني منبوزا ،ضائعا،لقيطا ،بلا اب بلا ام بلا بوصلة بلا وجهة .
فلا شمس لنهاري ولا قمر لليلي ولا قاموس لكلاماتي ولا معني لمفرداتي .
فلم أستطع التفرقه بين عيني وانفي ،بين فمي واذني فكلاها تبكي علي ذلك الشاب الصغير الذي تمدد علي أحزانه كاحد أبطال الاغريق "