#مصيدة_الحمقى
أكثر ما نخشاه حين نتحدث عن فشل وتدهور وسوء أوضاع داخلية أن تكون هذه ضريبة الواجب الذي لبيناه للوطن يقول أحد الضباط المشهود له بوطنيته الحقة:
( لاشي هنا إلا ويدعو للإحباط ....عندما طلب الوطن لبينا الواجب ...بهمة أسد...وعندما أصبنا في الحرب .وطالبنا بالحقوق تنكر لنا الوطن يا لسخرية وحماقة القدر ...) لا يعلم أحد متى يأتي السن الذي لا تعود لنا معه قدرة على النظر إلى الأمام متى يأتي السن الذي نحنق فيه على عصرنا عصر الفساد والذل والهوان ونقول فيما بيننا وبين أنفسنا أنه الزمن الرديء الذي يحبل بالأعاجيب. فبعض الموالين والذين يعيبون على غيرهم اليوم التشاكي والتباكي لا بد من أن أسنانهم المتآكلة لم تعد قادرة على قضم ثمار مطاليب الكرامة كهذه. اذ باتت أمزجتهم أضيق من أن تتسع لمفاجأة استرداد حقوقنا وكرامتنا أما الذين لا يفهمون دريدا فما أدراهم أنه يشعوذ ما داموا يمجدونه مع أول جملة له. أكثر ما نخشاه أن تكون هذه ضريبة الولاء والانتماء للوطن. انه العصر الآخر أن نقول وعلينا أن لا نبدو عميا ومذهولين فيه. انه عصر #الأسد_الابن وليس عصر #القائد_الخالد.
لا بد إننا في حال ثانية. هل يمكن أن نفكر أننا لم نهزم كأفراد فحسب ولكن هزمنا كشعب . هُزمنا أم أن الأمر لا يقال بكلمات كهذه.
لنبدأ من البسيط ولنقل أننا توهمنا نهضة بعد سنوات أزمة وأننا صرنا رومانسيين حين باتت الرومانسية آبدة منسية وصرنا نعزف سيمفونية الخلاص. إذ كان علينا أن ننتظر لنسأل مجددا أين نحن؟! هل ما زلنا في الأزمة. أم على أبواب أزمة
أما الذي لا نفهمه اليوم بعد أن تخلصنا من هذه السذاجة لا بفضل النضج ولكن بفضل اليأس الذي لم نعد نفهمه اليوم ولا نعرف له خبرا فهو الزمن الذي نعيش حقا فيه. ما عدنا نجد سؤالا لذلك ولا ذاكرة بالطبع. هل كنا فعلا في تاريخ في عهد #حافظ_الأسد أم أن الذي نحن معه لا يصنع تاريخا؟!
السؤال هو ماذا فعلنا خلال سنوات امتلأت دائما بوعي شقي. وعي على التأخر وعي على التقدم سكرات وإحباطات سذاجات وعود على بدء تلاعب على التاريخ ومحاولات قفز إلى الوراء أو إلى الأمام. ماذا فعلنا منذ أن أعلن كل واحد فينا لحظة 2011 بدء الانتماء والولاء للوطن؟!
السؤال الذي لا نعرف عليه جوابا أين كنا ما دمنا فقدنا المعيار. أين نحن الآن ؟ والذي لا نزال نحطب في هذا السؤال ولا نزال نمعن فيه طحنا. اذ كنا نعلن أن لا شيء بعد يساعد على رد أنفسنا إلى لحظة في تاريخ (حافظ الأسد) فأين نحن الآن اذا لم يكن لنا تاريخ. فالآن نملك تقريبا زمنا غير مسمى نتبرأ منه ونرفض أن نبدأ به أو نبني عليه. زمنا غير مسمى لا نستطيع أن نجد له اسما ولو مؤقتا أن نتعرف عليه اذا لم نرده في السر إلى لحظة في زمن الآخر الماضي بدون ذلك هناك الضياع وهناك الخوف الذريع من فقدان أي اسم أو ماهية او تحديد. هناك بالطبع من يقيسونه على ماض كان قفزة إلى حيث لا يدري أحد.
فاذا كنا اليوم في حيز لا وراء فيه ولا أمام. لا مدخل اليه ولا مخرج منه. لا يتطور . يسير بدون معرفة مسبقة برصد الاتجاهات يتحرك ولكن إلى أين. يتوالد لكن في أي مكان. يتناسل لكن بأي صنيعة. اذا كنا في هذا الحيز الذي لا نملك عنه خبرا معلوما. اذا كنا في مطرح لا يسعنا أن نباشره ولا نقترب منه الا بالاستعارات والكتابات انه اللا مسمى ولكنه مع ذلك ناجز متوقع. انه مختلط دامس لكنه نهائي. هنا أقول :
(( حقا لقد كانت مصيدة الحمقى ))