profile image
by k_s_allolah_
on 22/8/21
#قضية_بلادي_مجهول_من_بلادي
نعلم أن (القضية) في بلادنا أصعب بكثيرمن تنسيق الموضوعات ومن كتابة القصائد الموزونة.. أصعب بكثير من مراجعة الأخطاء الإملائية في (نص) مليء بالكلام ...
وندرك كل ذلك قبل أن نبدأ أن حديثنا وعباراتنا الجميلة والمنمقة التافهة والمقرفة إن كنا نقارنها بالنفس الأخير لشعب ودع الحياة قبل أن يعرف ماهي..!.
وندرك أيضاً أن كثير منا يكتبون عن الحزن وهم لا يعرفونه ويمارسون اللطم على الصفحات لأنه يتماشى مع موضة الكتابة .. فنحن المحاصرون بالخيبة والضياع والفشل والإحباط وبكثير مما نشتهي عزيزي القارئ..!.
ربما لا يدرك أحد صعوبة أن يبكي (مواطن) وحيدا في عالم قرّر قادته منذ أمد كما تقول مطالع الصحف تمثيل دور البطولة لا أكثر . ربما لا يدرك أحد صعوبة أن يبكي هذا المواطن الـ (أب) أمام أطفاله كونه لم يعد يستطيع بعد اليوم أن يكون سببا أرضيا لبقائهم..!. أن يبكي هذا القوي (الأب) كما يراه الأطفال الغضون لأنه ما عاد كذلك..لأنه أصبح طفلا مثلهم بعمرٍ كبير وحسرة أكبر.. طفل عاجز ضعيف هرم أضاع جل حياته في خدمة (الوطن).. ولكن أي وطن..؟.!
ربما لا يدرك أحد صعوبة أن يبكي هذا (الأب) أمام عشرة عشرين.. مائة أمام مليون أمام العالم بأكمله هكذا بكل بساطة اذ كان أب أسرة (سورية) تأرجح وضعه بين ايمان العقيدة وواجب الوطن هناك حين دقت الساعة .. فماذا يمكن للكلام أن يصنع سوى أن يموت بحرقة.. سوى أن ينطلق في الهواء لزجا محاطا بالإثم والخيانة والدنس..
ماذا يمكن أن تقوله مقالة أمام واقع (أب) انتهت حياته ولا زال غضا بثلاجة مشفى تشرين العسكري بعد أن قدم روحه فداءا للوطن..!. (أب) جرت من دمائه شضايا عناقيد غضب عنبا في نبيذ الماجدين السكارى على دمه كذباب يبحث عن بصقة أو بقعة سكر..عن عهرة أنشقو رفاته كنشق السم في وطن وجد فيه نصوص الخوف والعجز. وجد فيه الأماني الشاذة بأناشيد وطنية كانت مجد قبور أبدية..
فارس اغرورق جسده من الوغى دما كان دمع حروب لا تستحق فخرا ولا تربأ بنا عزاء..
أجل حروب أبدية لاتستحق فخرا ولا تربأ بنا عزاء لجبهات لم تكن أسبابها مندوحة غير مجد عاهر ووسام قاتل.. علها كانت ككل طلق النساء تفي بولادة (وطن).. فمن يثبت لي أن أرحام نساءنا ليست أكثر من مصنع لشهوات حرب قادها الأنذال وخنث الشعارات حتى شعار ما بعد الاخر.. حروب انتقللت كديدان الربيع لاتوقفها حتى الخرافة والأعاجيب.. حروب ترك بها هذا (الأب) أطفال لا يعرفوا البوكمن ولا السندباد بل قصة لـ (علي بابا) والأربعين حرامي .