في مجلة «#صباح_الخير» عام 1964 كتب عمنا محمفي مجلة «صباح الخير» عام 1964 كتب عمنا محمود السعدنى مقالا قال فيه: بعت كتبى عند بياع اللب، واستلفت ريـالًا فضة من إحدى جيراننا، وأصبح مع العبد لله 70 قرشًا لا غير، وقطعت تذكرة في حلزونة جربانة، وودعت القاهرة إلى مدينة المحلة.
خلال الرحلة رحت أثرثر مع ريفى غلبان يبدو أن السلك ضاربه، حكى لى عشر حكايات، ولهف مني عشر سجاير، وسب الدين والدنيا ألف مرة.
وصلت الحلزونة إلى المحطة ومضيت في شوارع المحلة اتفرج على الناس والأسواق والبيوت على الجانبين، ورحت أبحث عن مصنع الغزل أسأل كل بواب أو شيال عن شغلة فاضية باشكاتب أو كاتب في المصنع على الأقل بأجرة لا تقل عن 6 جنيهات، وجاء الرد ليس هناك أماكن خالية إلا للعتالين.
دخلت شوارع المدينة أتلمس أصحاب المصانع الصغيرة، وأيضًا جاء الرفض، وعندما انتصف النهار كان الأمل في العمل بمصنع صغير قد تبخر.
وعند مصنع صغير يجلس أمامه رجل ذي جلباب أبيض تقدمت إليه، فقدم لي كرسى قش وطلب لى واحد شاى، حكيت للرجل قصة ملفقة بأنى يتيم الأم وأن زوجة أبى تضربنى كل يوم بالكرباج ولذلك هربت.
قام الرجل وسحبنى خلفه كالكلب المجنون إلى شوارع المحلة، وعندما وصلنا بيته هممت بالهرب خوفًا، لكنى امتثلت إليه وصعدت السلم معه، وفجأة فتحت الباب صبية في الخامسة عشرة، هنا اطمأن قلبى، ثم أمر بالغداء سمك وفجل وطرشى بلدى ما أحلاه، وبعد أن شربنا الشاي نصحنى بالعودة إلى حيث جئت، وخرجنا كما جئنا إلى محطة السكة الحديد وقطع لى تذكرة ودس في يدى نقودًا لكني رفضت، وركبت وحدى الحلزونة أمص عود قصب وألقى على الرجل نظرة وداع.
بعد ذلك بعشر سنوات عدت إلى المحلة عام 1954 في رحلة صحفية اشتريت فاكهة وهدايا بخمسة جنيهات وذهبت إلى نفس المصنع الذي قابلت فيه الرجل الطيب لكن لم أجد شيئًا هناك، بل وجدت عمارة شاهقة مكانه، ومازلت أبحث عن الرجل الطيب ففى أعماق نفسي ذكرى حميدة أحملها له.ود السعدنى مقالا قال فيه: بعت كتبى عند بياع اللب، واستلفت ريـالًا فضة من إحدى جيراننا، وأصبح مع العبد لله 70 قرشًا لا غير، وقطعت تذكرة في حلزونة جربانة، وودعت القاهرة إلى مدينة المحلة.
خلال الرحلة رحت أثرثر مع ريفى غلبان يبدو أن السلك ضاربه، حكى لى عشر حكايات، ولهف مني عشر سجاير، وسب الدين والدنيا ألف مرة.
وصلت الحلزونة إلى المحطة ومضيت في شوارع المحلة اتفرج على الناس والأسواق والبيوت على الجانبين، ورحت أبحث عن مصنع الغزل أسأل كل بواب أو شيال عن شغلة فاضية باشكاتب أو كاتب في المصنع على الأقل بأجرة لا تقل عن 6 جنيهات، وجاء الرد ليس هناك أماكن خالية إلا للعتالين.
دخلت شوارع المدينة أتلمس أصحاب المصانع الصغيرة، وأيضًا جاء الرفض، وعندما انتصف النهار كان الأمل في العمل بمصنع صغير قد تبخر.
وعند مصنع صغير يجلس أمامه رجل ذي جلباب أبيض تقدمت إليه، فقدم لي كرسى قش وطلب لى واحد شاى، حكيت للرجل قصة ملفقة بأنى يتيم الأم وأن زوجة أبى تضربنى كل يوم بالكرباج ولذلك هربت.
قام الرجل وسحبنى خلفه كالكلب المجنون إلى شوارع المحلة، وعندما وصلنا بيته هممت بالهرب خوفًا، لكنى امتثلت إليه وصعدت السلم معه، وفجأة فتحت الباب صبية في الخامسة عشرة، هنا اطمأن قلبى، ثم أمر بالغداء سمك وفجل وطرشى بلدى ما أحلاه، وبعد أن شربنا الشاي نصحنى بالعودة إلى حيث جئت، وخرجنا كما جئنا إلى محطة السكة الحديد وقطع لى تذكرة ودس في يدى نقودًا لكني رفضت، وركبت وحدى الحلزونة أمص عود قصب وألقى على الرجل نظرة وداع.
بعد ذلك بعشر سنوات عدت إلى المحلة عام 1954 في رحلة صحفية اشتريت فاكهة وهدايا بخمسة جنيهات وذهبت إلى نفس المصنع الذي قابلت فيه الرجل الطيب لكن لم أجد شيئًا هناك، بل وجدت عمارة شاهقة مكانه، ومازلت أبحث عن الرجل الطيب ففى
أعماق نفسي ذكرى حميدة أحملها له.