profile image
by elhamdouny
on 18/5/23
I like this button1 person likes this

زعيم مؤثر في الشرق الأوسط يحاول جذب روسيا والصين ويعرض علاقة بلاده مع واشنطن

زعيم مؤثر في الشرق الأوسط يحاول جذب روسيا والصين ويعرض علاقة بلاده مع واشنطن للاختبار
وول ستريت جورنال
+

أبو ظبي - خلال العام الماضي، أصبحت الإمارات مركزًا للأموال الروسية وخفضت إنتاج النفط، مما زاد من قوة حرب موسكو واستدعى الاحتجاج المتكرر من واشنطن، كما رفض زعيم البلاد الرد على مكالمة من الرئيس بايدن في الوقت الذي كانت واشنطن فيه تحشد الدعم لأوكرانيا.

اما الان، فقد تمت دعوة الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقيام بزيارة دولة إلى واشنطن وتقوم الولايات المتحدة والإمارات بوضع تفاصيل اتفاقية رسمية بشأن الدفاع والتجارة بعد التزام العاصمتين المشترك بمبلغ 100 مليار دولار لمشاريع الطاقة النظيفة - وهو هدف إدارة بايدن.

طوال الوقت هذا الوقت، وسع الإماراتيون علاقاتهم مع روسيا ومنافس الولايات المتحدة الآخر، الصين.

الشيخ محمد والإمارات ظهرا كمنتصرين من إعادة الترتيب الجيوسياسي منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير من العام الماضي، ولكن ليس من دون ثمن فقد مثلت استراتيجية (الصداقة مع الجميع)، اختبارا عمليا للعلاقات مع أكبر حليف للدولة النفطية المتمثل في الولايات المتحدة، حيث يتولى الشيخ محمد دورًا قياديًا في شرق أوسط جديد أقرب إلى روسيا والصين.

في مقابلات نادرة، قال مسؤولون إماراتيون كبار إن الشيخ محمد، المعروف بالأحرف الأولى من اسمه MBZ، لا يرى أن علاقة الإمارات الوثيقة بالولايات المتحدة تمنع العلاقات مع موسكو أو بكين ويقولون إن مثل هذه العلاقات يمكن أن تساعد واشنطن.

قال أنور قرقاش، مستشار الرئيس الاماراتي للسياسة الخارجية: "لن يتم تحديد هويتنا من منظار التنافس بين القوى العظمى".

ففي أكتوبر الماضي على سبيل المثال، التقى الشيخ محمد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهاً لوجه في سانت بطرسبرغ، حيث دعم اهتمام الولايات المتحدة بتبادل الأسرى مقابل اطلاق سراح نجمة السلة النسائية بريتني غرينر وعرض المساعدة في التبادل، وفق ما قاله أشخاص مطلعون على الأمر.

وبعد ثمانية أسابيع، تم إطلاق سراح السيدة غرينر في قاعدة جوية إماراتية مقابل تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت.

قال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن البيت الأبيض راقب الشيخ محمد وهو يحقق نجاحات في السنوات الأخيرة مع روسيا والصين وهو الامر الذي ادى إلى توتر علاقة الإمارات بواشنطن، حيث حذره المسؤولون الأمريكيون من أن التعاون الوثيق مع هاتين الدولتين في الأمور العسكرية والاستخباراتية سيعرض العلاقات مع أمريكا للخطر.

وقال المسؤول إن الشيخ محمد تشاور مع المسؤولين الأمريكيين بشأن روسيا والصين بشكل أكبر في الأشهر الأخيرة وأن علاقات واشنطن معه تتحسن.

فقبل وبعد زيارة روسيا على سبيل المثال، تحدث الشيخ محمد مع مسؤولي الولايات المتحدة والأمم المتحدة ثم اتصل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كما أشاد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بالجهود الإماراتية لخفض التصعيد في المنطقة في خطاب ألقاه هذا الشهر وضع سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط.

واشنطن تعتبر الإمارات شريكًا في مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، وتمتلك استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة، كما قام الشيخ محمد بتطبيع العلاقات مع أكبر حليف لأمريكا في الشرق الأوسط إسرائيل عام 2020.

كانت الولايات المتحدة أهم حليف خارجي لدولة الإمارات منذ تأسيس الدولة في عام 1971، عندما وحد والد الشيخ محمد سبع إمارات مستقلة، وعلى مدى العقد الماضي، رسم الرجل البالغ من العمر 62 عامًا تمددًا اقتصاديًا سريعًا، وتحرير المجتمع ودعم الحكام الاستبداديين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك تطوير علاقات أقوى مع إيران وسوريا.

في السنوات الأخيرة، أقام علاقة متوترة مع الولايات المتحدة، فقد كاد بناء قاعدة عسكرية صينية سرية بالقرب من أبوظبي أن يقلب العلاقات الأمريكية في عام 2021، وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن الشيخ محمد أوقف المشروع تحت ضغط من الحكومة الأمريكية فيما قال المسؤولون الإماراتيون إنهم يعتقدون أنه ميناء تجاري بحت.

وأدت العلاقات المتنامية مع الصين إلى غموض بشأن صفقة بيع طائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35 إلى الإمارات، كما احتجت الولايات المتحدة على توظيف الدولة لشركة هاواوي الصينية لبناء شبكة 5G الخاصة بها.

في الأشهر السبعة الماضية، خفضت الإمارات، من خلال منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إنتاج النفط بالتنسيق مع موسكو، على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة، كما حذر المسؤولون الأمريكيون الإمارات مرارًا وتكرارًا ضد مساعدة موسكو في التهرب من العقوبات حيث يتدفق الروس إلى دبي لتجارة النفط وشراء العقارات وإخفاء الأموال، وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على الشركات الإماراتية التي تسهل تجارة النفط الروسية وتزود القاعدة الصناعية لموسكو، لكن ارتفاع أسعار النفط وطفرة سوق العقارات التي غذتها جزئياً اموال الأثرياء الروس دفعتا إلى التوسع الاقتصادي الإماراتي.

يقول مسؤولون أميركيون وإماراتيون إن الشيخ محمد صاغ سياسة خارجية أكثر استقلالية بينما كان يراقب تأرجح السياسة الأمريكية طوال أربع إدارات.

وتقول دينا اسفندياري، كبيرة مستشاري الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة فكرية مقرها بروكسل ، ومؤلفة كتاب كتاب عن الامارات "لقد تغيرت نبرة العلاقة بين البلدين ولم تعد قائمة على قيام واشنطن بالتقاط الهاتف وابلاغ أبو ظبي بما يجب أن تفعله لتقوم أبو ظبي بالسير على ما تريده واشنطن" مضيفة "الجانب الآخر من ذلك هو أن الإمارات في بعض الأحيان لن تحصل على كل ما تطلبه من الولايات المتحدة، لأنها لم تفعل فقط ما يريده الأمريكيون ".

يقول المسؤولون الإماراتيون إنهم شعروا بعدم اليقين بشأن التزام أمريكا منذ أن تم إلقاء اللوم على إيران في الضربات في 2019 على حقول النفط السعودية وناقلات النفط في مياه الخليج ولم تلق أي رد عام.

قبل ذلك، يقول المسؤولون الإماراتيون إنهم فوجئوا بالمحادثات السرية التي أجرتها إدارة أوباما مع إيران والتي أدت إلى الاتفاق النووي لعام 2015 التي عارضتها الامارات.

كما اشتكت الامارات من رد واشنطن على الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار في يناير 2022 من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن ضد أبو ظبي، والتي اعتبروها تهديدًا وجوديًا.

إن حظرظ الإمارات لا تُبنى فقط على النفط ولكن أيضًا على مكانتها في منطقة مضطربة كملاذ للتمويل والخدمات اللوجستية والسياحة. إنها لا تحتمل أي معارضة وتحافظ على دولة أمنية منتشرة، مما يمكّن بلدًا يبلغ عدد سكانه حوالي مليون مواطن فقط من استضافة ثمانية ملايين أجنبي.

تقول لانا نسيبة، سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة: "هذا النموذج برمته يعتمد على سلامة وأمن واستقرار الناس وتدفق البضائع والسلع".

في قصر الشيخ محمد، تدفقت الرسائل بعد هجمات 2022 من قادة العالم يبدون التعاطف والتضامن لكن السيد بايدن لم يتصل.

بعد أسبوعين، أرسلت الولايات المتحدة مقاتلات نفاثة ومدمرة صاروخية موجهة وعندما زار قائد أمريكي كبير الامارات الشيخ محمد رفض الاجتماع به وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنه بعد أسابيع، لم يتلق مكالمة بايدن بشأن أوكرانيا.

يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم استخفوا بالتهديد الذي تتصوره الإمارات وأشار أحد المسؤولين إلى استخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة للدفاع ضد الهجمات كدليل على التزام واشنطن الأمني.

في حديث مع السيد بايدن في يوليو الماضي على هامش قمة إقليمية، وضع الشيخ محمد جانباً ملاحظات معدة مسبقاً لتوجيه نداء شخصي حيث اعرب عن إحباطه مما يراه تخلي الولايات المتحدة عن ضماناتها الأمنية ، وذكر السيد بايدن أن القوات الإماراتية قاتلت إلى جانب الولايات المتحدة لمدة 30 عامًا، كما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

وقال الشيخ محمد للرئيس إنه بحاجة للمساعدة في فهم موقفه، كما قال المطلعون وقد دعاه السيد بايدن إلى واشنطن، حيث من المتوقع أن تتعهد واشنطن بالتعاون في مجالات الأمن والطاقة والأعمال والتسامح الديني.

قال سلطان الجابر، الوزير الذي يشرف على السياسة الصناعية والمناخية ويدير شركة النفط الوطنية، إن دولة الإمارات تريد أن تنمو العلاقة مع الولايات المتحدة ولكن ليس على حساب الدول الأخرى وقال: "إذن نريد العلاقة مع الولايات المتحدة، والهند، وأوروبا وروسيا والصين وغيرها".

بدأ الشيخ محمد في تعميق العلاقات مع الصين منذ سنوات، لكن البلدين تقاربا خلال جائحة كوفيد 19، عندما أعلنت الإمارات فتح حدودها بينما أغلقها الكثير من العالم.

وتتجاوز التجارة بين الإمارات والصين 70 مليار دولار وتتجاوز حدود النفط وتتوسع لتشمل التمويل والتكنولوجيا والتبادل الثقافي.

تتماشى مصالح الإمارات أيضًا مع مصالح روسيا، ففي فبراير 2022، رفضت أبو ظبي التصويت على قرار لمجلس الأمن الدولي يدين غزو موسكو لأوكرانيا، بعد ان سعت ابوظبي للحصول على تأييد روسيا لقرار آخر يصف الحوثيين منظمة إرهابية وأضر هذا الامتناع بالجهود الأمريكية المبكرة لعزل روسيا.

قالت السيدة نسيبة إنها جاءت باسم دولة الإمارات على استعداد لتولي رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وسعى للتوسط في الصراع.

في 2 مارس من العام الماضي، صوتت دولة الإمارات لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب روسيا بإنهاء الحرب.

وضعت صناديق الاستثمار الاماراتية مليارات الدولارات في روسيا، واستثمر الشيخ محمد في علاقات شخصية مع السيد بوتين حيث التقى به بانتظام على مدار العقدين الماضيين.

قال السيد قرقاش: "لقد كان الشيخ محمد صبورًا جدًا لبناء هذه العلاقة مع روسيا".