الرواية الرسمية ان افرادا من القوات المسلحة المصرية ينتمون لجماعات جهادية قامت بإطلاق النار على السادات فقتلته. وقد استدليت عليه بحوار متلفز مع سعد الشاذلي. وللعلم فان هذا التصريح كان مع الشاذلي المنفي في الجزائر على حد علمي وقد علق بعدها فورا. حيث لم يتسنى له ولا للآخرين النظر والتحقيق في العملية. وما جاء على لسانه صحيح تمام في كون التخلص من الرئيس المصري السادات الذي اطاح بكل شيء هو هدف المعارضة ككل. وعليه فان اغتياله (او محاولة اغتياله) تقرها وتتحمل مسؤوليتها كامل المعارضة بكل فئاتها!
لكن ما ظهر فيما بعد من مصادر وروايات دلت على انتفاء هذه الرواية وعدم اهليتها! الجزء الوحيد هو محاولة الاغتيال نفسها وليس النتيجة.
يمكنني مناقشة في ملخص ما جاءت به تلك التقارير وتحليل. ولكن ليس هذا الهدف فكل ما ارديه حاليا هو اثبات اعتراضي على نقلك لرواية رسمية لم ترقى للحقيقة في شيء كبقية الروايات التي اخالك لا تختلف معي في فبركاتها. والاكثر استهدانا انك لم تتحدث عن كيفية رحيل عبدالحكيم وهل قتل ام انتحر. فأرى انه كان يتوجب عليك اتباع نفس الاسلوب مع السادات. والحديث عن اغتياله دون تسمية للمسؤولين.
عموما لا اعتقد ان المساهمة في "اغتيال" السادات مع مبارك كان بطولة تستحق وصفك "براوة عليه". كما لم تكن بطولة من الجمسي استلام مكان الشاذلي ولا من القيادات ان تمتنع عن تنفيذ اوامر السادات في مواجهة قوات شارون دون دعم من القوات في الضفة الشرقية [هذا كان سيتسبب وفقا لشهادة سعد الشاذلي وغيره بتدمير بقية القوات لتصبح القوة المتبقية للجيش المصري بالكامل لا تزيد عن 10% من بداية الحرب]. بل ان غبائهم وتركهم السادات قائدا لهم والسماح بعزل الشاذلي رغم تيقنهم بخطأ السادات ادى الى انقلاب النصر هزيمة. واعيد سيناريو عبدالناصر. فالهزيمة لم تُطح بالرئيس السادات رغم انه المسؤول الاول. وهو دليل دامغ في رأيي المتواضع ان الجيش المصري منبع للفساد ولا خير فيه ولا يُرجى منه نفعا.
إقرأ مثلا في مذكرات الضباط الاحرار في فصولهم عن اول ما دخلوا الى الجيش. وكيف يتم تدريبهم والسخرية من الصلاة وغيرها وهو مازال موجودا لليوم. وعلمنة الجيش وكره للإسلام ومظاهره لها ادلة كثيرة. لعل ابسطها تجريم (لوائح الجيش والشرطة في المظهر) اطلاق اللحية وتحريم ابقاء المسجد مفتوحا في غير مواعيد الصلاة حتى ولو كان الفرد خارج الخدمة. كما انهم اول من انشأ جهازا للاستخبار والتعذيب لمطاردة المسلمين دون غيرهم بحجة محاربة التطرف. الى غير ذلك!
"العقيدة" هي مجموعة افكار يؤمن بها الانسان كأسلوب حياة تنعكس علهي في كل شيء حتى لتصبح دينا يُدين به. وعقيدة الجيوش العربية عقيدة ملحدة لا اصل لها سوى انها نفعية الوجود. ومحمد فوزي وعبدالمنعم رياض والشاذلي وغيرهم اخطأ وشواذ في تلك المنظومات كأي منظومة.
تقديري للمجهوداتكم. واقترح بدلا من الرد على استفسارات [جُلها عبثي من اناس لا يريدون مشاهدة حلقة تزيد عن خمس دقائق بينما يجلسون لمباراة او فيلم او مسرحية لساعات. الا ما رحم ربي! فلا ارى فائدة من شخص لم يتكلف عناء مراجعة ما تقولوه ويعاند لمجرد العناء. او اخر يخالفك لانهم "قالوا" له في المدرسة عكس هذا!] ان تقوم بتعريف الناس معنى الانقلاب حقيقة وسماته وكذا معنى الشرعية والفارق بينها وبين الشريعة. ومنها الى الفارق بين الولاية الشرعية وما ارتضاه الناس على علته من ديمقراطية وغيرها. شريطة الابتداء دائما بمرجعيات. كما فعلت عندما قلت ان الرخاء يقاس بمستوى الفرد في الحلقة الاخيرة من عقيدة العسكر.