profile image
by AmmarFayez
on 25/4/15

الثورة السورية

الوضع السوري كتالي:
بدى للشعب في سوريا ان يخرج في تظاهرات ليطيح بالنظام كما فعل اشقائه في مصر وتونس
كالعادة اندفاع بلا فكر ولا تقييم للموقف اللهم الا فكر تنظيمي للتظاهرات نفسها

سبق على اندفاع الحراك الثوري السوري في 15 آذار مارس عام 2011 بدأ الحراك الثوري في كل من اليمن 16 شباط فبراير 2011 وليبيا في 17 من شباط فبراير 2011.
بدأ القذافي مجازره بصورة مباشرة في الوقت الذي اكتفى النظام السوري بالتقيل هنا وهناك كما فعل النظام العسكري في مصر. بينما اشبك النظام اليمني مع اطراف عسكرية (الأحمر) التي ناصرت الثوار.

ادركت الانظمة ان الوضع اصبح خطيرا لا سيما بعدما اندفعت الحركات الثورية في الخليج [البحرين 14 شباط فبراير 2011 وكذا عُمان 25 شباط فبراير 2011 وكذلك السعودية 28 كانون الثاني يناير 2011 والكويت 18 شباط فبراير 2011] فقررت التصدي للشعوب

سارت المنظومة في عُمان الى قبول طلبات الشعب وانفذتها فانتهت ثورتها.
قدم الملك السعودي رشاوي للشعب مع بعض الضغوط وهدأت العاصفة.
قام الامير الكويتي بردم نيران الثورة واستجاب لمطالب الثوار مع وعود لم تنهي المشكلة.
البحرين فشلت في اخماد الثورة لان الثوار كانوا اكثر وعيا وهو اكثر عجزا فاستمرت.

اول من ادرك الكارثة كان النظام السعودي فاعلنت ان الاحتجاجات انما هي شيعية ايرانية [الامر الذي نفته كثيرا من المنظمات الحقوقية] ضد النظام البحريني كما اعلنوا ان الاحتجاجات في الكويت انما هي للبدون لا للشعب. واندفعت القوات العسكرية التي مازالت موجودة لوقت كتابة هذه السطور لتعبر الجسر بين السعودية والبحرين لتقتل الثورة البحرينية او تحاول. استطاعت الانظمة الخليجية اتسعادة السيطرة على المنطقة. لكن النظام السعودي اردك ان هذا الوضع غير مستقر.

اجتمعت الانظمة العربية لاول مرة واتحدت ضد شعوبها وقررت استخدام كل الطرق لانهاء الحراك الثوري للابد وتنامي وجوده في المنطقة. وكان للنظام السعودي البدء حيث سبق واستقبل بن علي واعلان ملكه دعمه المطلق لمبارك. لهذا اجتمعوا للالتفاف حول مطالب الشعب اليمني بحجة تجنيبه حربا اهلية انتهت بما عرف بالمبادرة الخليجية. التي حاولوا فيها الحفاظ على النظام قدر المستطاع ونجحوا بالفعل.وخرج صالح صوريا من المشهد وهدأت اليمن. دفعت المنظومات الخليجية بثقلها لمساندة القذافي بكل ما تستطيع لكنها في النهاية كتب لها الفشل وقتل القذافي في مشهد هزهم كثيرا.
كان القرار انه مهما كلف الامر لابد ان لا يحكم الحراك الثوري ولا ينجح في اسقاط اي نظام آخر. وفي ذلك التوقيت كان النظام السوري هو الوحيد على الساحة المتبقي. فكان الاجتماع الشهير لرؤوساء المخابرات وعلى راسهم عمر سلميان الذي كلفه الملك عبدالله رأس النظام السعودي بنفسه بقيادة اتحاد الثورات المضادة وله ميزانية مفتوحة. الا ان المنشقين في الجيش السوري ادركوا التجمع وعلى ما يبدوا من احداث لم يفطنوا لكونه تجمع شمولي بل على الارجح انهم ظنوه اجتماع تقليدي لدعم النظام الاسدي فقاموا بالهجوم عليه ونجحوا في قتل جل الحضور وعلى راسهم العقرب الاسود عمر سليمان الذي ادعتى المنظومة العسكرية المصرية انه مات في امريكا اثناء العلاج من مرض خطير ظل يصارعه [الرجل ترشح للرئاسة وهو ما يوجب خلوه من اي مرض خطير والكشف الطبي الاولي يثبت هذا].

ادرك الشباب السوري ان الحراك السلمي لن يجدي وان النظام الاسدي البعثي على طريق القذافي فحملوا السلاح. تحولت الثورة السورية الى ثورة مسلحة. ودعمت المنظومة العربية كلها النظام السوري لحمايته من السقوط. الصورة حتى اللحظة لم تظهر اي تدخل ايراني في المشهد والاصح ان هذا ما حدث لكن المشكلة تكمن في الحليف الاقليمي للنظام. فقد ارهقت الثورة النظام فطلب دعم فصيليه المحلي الفلسطيني و المجاور اللبناني. اعلنت حماس انه الامر داخلي وان اي تدخل سيكون في محاولة التفاهم مع الحراك الثوري وليس عسكريا لكن النظام رفض الحوار واصر على السلاح فما كان من حماس الا ان رفضت فطلب منها مغادرة اراضيه. الا ان بعضا من الجبهات الشعبية وغيرها ممن تربى في احضان البعثية السورية شارك بقوة. وهو ما خلق لبسا عن البعض وعمم المشاركة لتشمل الفلسطينيين كلهم الامر الذي دفع ثمنه سكان المخيمات واشهرهم مخيم اليرموك. اندفعت قوات حزب الله لدعم حليفها الاقوى في سوريا خاصة انها اكثر مهارة في قتال الشوارع. بدأت السعودية تعتقد ان لديها فرصة طالما صمد النظام ان تستغلها لتعيد ترتيب المنطقة لتفرض سلطانها.

خسرت السعودية حربها مع ايران في لبنان فقد فشل الحريري حليفها في ايقاف وتحييد نفوذ حزب الله. فكان الحراك الثوري في السوريا فرصة ذهبية خاصة بعد فشلها الثاني في العراق وفقدان امريكا الثقة في قدراتها. فاندفعت تريد الاستفادة من الموقف فدعمت حركات اختلقتها ليصبح هناك وجود "اسلامي" مغاير للجيش الحر الطرف الابرز في ذلك الوقت.

اصبح لابد للسعودية من اضعاف الجيش الحر لتتسع رقة نفوذها عبر التنظيمات التي خلقتها. فدفعت سماسرة لدعم الثورة السورية وخلقت اباطرة حروب. اصبح جل همهم بناء ثروات شخصية لهم. فاضحت المساعدات تذهب لجيوبهم والاسلحة والمواد التموينة تباع للتربح بها بدلا من وصولها الى المقاتلين. تملل المقاتلين من الوضع فتمردوا وانشقوا مكونين مجموعات مختلفة ومع ظهور كل مجموعة تزيد سعة السوق الشرائي للسلاح وتزيد من ارباح باطرة الحرب. في اثناء هذا بات واضحا لايران ان السعودية تريد الدخول معها في حرب باردة اخرى كما في لبنان فاندفعت هي الاخرى الى الساحة السورية لتشعلها بقوات الحرس الثوري الايراني.

المتابع للوضع سيجد ان هذه الفترة شهت ثباتا ميدانيا واستقرارا. فرغم التقدم السريع للحراك الثوري السوري ثبت النظام ولم يسقط. ومن السذاجة اعتقاد ان النظام انما صمد بسبب الدعم الايراني له لان ايران خاضعة من عقود لحصار اقتصادي خانق وليس لديها ما تدعم به النظام ماليا بخلاف ما تتداوله غالب وسائل الاعلام. فالاصح ان التدخل السعودي والانشقاقات هي من اوقف سقوط النظام السوري. وهو ما شهد طمئنينة للانظمة العربية وارتاحوا لعدم سقوط كرسي آخر لهم.

في هذه الاثناء حدث امرا غير مسار الحراك الثوري العربي. فقد حاول المدعو محمد مرسي ممارس عمله كرئيس لمصر دون ان يقدم اي تنازلت ليجلس على كرسي مصر كاحد اباطر الفساد العربي ويخدم الصهيونية. الامر الذي اضحى يشكل تهديدا محليا لهم. لكن هذا كان مقبولا لاتحاد الثورات المضادة بقيادة السعودية خاصة انهم قاطعوه اقتصاديا وحاربوه مع مساندة تامة للعسكر في مصر والفلول وكذا ايقاف الدعم الامريكي مع استمراره للعسكر.

محمد مرسي تخطى الخط الاحمر ودخل الى حلقة النار ولا يُعلم هل فعل هذا بعفوية ام بادراكه ان هذه الخطوة هي الاهم لاسقاط خصومه لا سيما العسكر ليثبت الحكم الثوري في مصر. فقد اعلنها صراحة "لبيك يا سوريا" (16 حزيران يوليو 2013) الاسوء ان الرجل تحدى اسرائيل في 16 تشري الثاني نوفمبر 2012 واوقف العدوان على غزة. اذا فهذا المرسي لم يكن ليحشد كل هؤلاء امامه ويقول لبيك يا سوريا ويطالب علنا من حزب الله الخروج من سوريا الا لو كان فعليا قادرا على التدخل. الامر الذي يعني ان ليس فقد بناء ظهير شعبي قوي عربيا للرئيس المصري بل وسقوط كرسي سوريا من حول كهنة الحراك الصهيوني العربي.

هذا ما دفع المظومة العربية للتآمر على الرجل. وكانت القيادة للدولة التي لا تعاني حراكا ثوريا على اراضيها: الامارات. بينما استمرت قطر في دعمها الصوري للثورة مع استبقائها لانصار العسكر على اراضيها وفقا للسيناريو الذي وضعه الامريكان لها.

بسقوط النظام الثوري في مصر وانتصار الثورة المضادة. باتت الانظام معلقة على تونس والتي ما لبثت ان سقطت هي الاخرى بفضل التدخل الاماراتي. و الذي حرك الوضع في ليبيا ليفشل الحراك الثوري. هذه الارتدادات فتحت المجال لعودة التيار الذي كاد يموت وهو تيار القاعدة. فقد بات جليا للشباب خاصة والشعوب عامة ان الحراك الثوري سلميا غير مجدي ولابد من ايجاد تكتل مسلح يواجه التكتل المسلحة للانظمة الصهيونية العربية. فظهرت الدولة الاسلامية.

اندفعت الدولة كالثقب الاسود يجذب الشباب اليه ويعيد اليه الامل في التحرر من تلك الانظمة القمعية فابتلع اجزاء كبرى من سوريا وكذا العراق. و الشاهد من دخوله السلسل للمدن والقرى دون مقاومة تذكر من الشعوب انه دخول الفاتحين لا المحتلين. على الجانب الاخر ظهر التنظيم كردة فعل في سيناء وليبيا. بينما اندفع الحوثيين الى الجنوب بعدما ايقنوا مع غيرهم انهم ضحية الانظمة الخليجية التي لم تغير شيء.

باتت الساحة السوريا تعيد تشكيلاتها باستيعاب الحراك الثوري مشكلة الانشقاقات فيما بينها ومحاولة تشكيل اتحادات ليعود الحراك الثوري في التقدم. وهو ما شهدته الاراضي السورية من اشتباكات بعدما هدأت لفترة طويلة. في اثناء هذا حاول النظام السوري انشاء نسخ مشوه للتنظيمات الاسلامية ليكرهها الناس ويتجنبوها لا سيما بعدما اصبح مسيطرا بصورة كبيرة على الجيش الحر واباطرة الحرب فيه. وهنا كان ظهور داعش. وهذا الاسلوب ابتدعته المنظومة العسكرية في مصر للقضاء على المنظومات الاسلامية المعارضة وتشويهها. وقد فعلها الجيش الجزائري في التسعينيات من القرن المنصرم. وباتت المخابرات الحربية السورية هي المسؤولة عن انشاء داعش. و كالعادة كان اندفاع الجانب الاسلامي ومحاولة الظهور بمظهر الابطال هو السبب الاساسي في الخلط بين داعش وتنظيم الدولة.

طيلة هذا الوقت دفعت اسرائيل والغرب عملائهم ليخرجوا الاكراد من الخلاف القائم في سوريا حيث ترك الاكراد خاصة الجماعات المسلحة منهم اشقائهم الاكراد السوريين يقتلون مع بقية السوريين دون محاولة خلق منطقة آمنة. وهو ما دفعوا ثمنه غاليا حينما ظهر تنظيم الدولة.

ازدادت المعاناة الخاصة باللاجئين السوريين ولم يحاول احد ان يفعل شيء. ولم يتحمل احد من الانظمة العالمية اي مسؤولية اتجاه ما يحدث. ورغم انهم انفقوا مليارات لا تحصى على الحروب في المنطقة الا انهم عجزوا او امتنعوا عن توفير بضعة ملايين تكفي اللاجئين. وانفردت تركيا بالدعم اللامحدود للاجئين السوريين حيث فاق ما انفقته مجموع ما انفقته كل دول العالم. الامر الذي جعلها تظهر كدولة ذات ثقل عالمي. الامر زاد سوء بزيادت انجازات التيار الاسلامي. فاصبح نموذجا عالميا للنجاح واثبت فشل مقولة ان التيارات الاسلامية لن تنجح في الحكم. مما جعل المجتمع الظلامي يتكابل عليها.

قامت اوروبا بترك اللاجئين السوريين ليموتوا في البحر بل ودعت لحراسة المياه الاقليمية واستخدام القوة العسكرية ضدهم بحجة انهم لاجئين غير شرعيين يشكلون تهديدا امنيا لها. ولم تقم مثلا بعمل حظر جوي لكي لا تنهي الحرب في سوريا وتبقى مشكلة اللاجئين تثقل الكاهل التركي لعلها تفشل اوردوغان من معه وتفشل الحراك الاسلامي. خاصة بعد فشل الانقلاب عليه. وتابعت الدول العربية المؤامرة من جانبها فلم تقدم ايا منهم على استضافة اللاجئين السوريين. فقطر مثلا التي استقبلت اللبنانيين في عام 2006 امتنعت عن استقبال اي سوري بل انها ذهبت لبناء مدينة لهم على الاراضي التركية لضمان بقاءهم هناك بمشكلاتهم. الامر الذي لم نجده على الاراضي اللبنانية او العراقية او الاردنية. وهبت عاصفة الحزم المزعومة على الحوثيين في اليمن وطارت معها مليارات لا هي حلت مشاكل اللاجئين في سوريا ولا كفت اذاها على اليمنيين الذي تحول كثيرا منهم الى لاجئين.

الوضع في سوريا الآن بحاجة لبلورة الموقف بين الجبهات الاسلامية من جهة وبين الجيش الحر المخترق من جهة لبناء جبهة قوية لتسديد الضربة القاضية للنظام.

لكن هذا الحلف ليس له ان يرى النور طالما لا يوجد نتاج بديل يرضى عنه العالم خارج سوريا. فلا الجانب الغربي سيرضيه انهاء الحرب في سوريا لان هذا سيعني عودة تركيا للتركيز على ساحتها الداخلية وبقوة وربما تنجح في اسقاط الانقلاب في مصر والمؤامرات عليها في اوروبا. خاصة لو قررت ان تدعم حرية اوكرانيا وتدخل البلقان.

كما ان تشكيل حلف يقضي على النظام السوري يعني خسران كرسي آخر في مجموعة الانظمة العربية المتصهينة ظهر بصورة غير مباشرة في علم النظام السوري الذي وضع على طاولة سوريا دون علم الثورة.

هل تنجح الاطراف المتحاربة في سوريا بالاتحاد رغم هذه التدخلات.

الله اعلم واخبر