#وطن نبحث له الطريقة والطريق
دائما ما أتساءل لماذا لا نحاول - في وعينا على الأقل - أن نجد مكان آخر لسوريتنا من خارج ضربات الحلفاء والأعداء أقلها نعيد قراءة تاريخ معاناتنا - شعب ووطن - على كامل مسيرة موتنا بين هؤلاء ونختار البداية لا يكون بها القادم أعظم..!.
قد أستفز ركودكم المريح عندما نستيقظ على واقع جريح نحس فيه كثافة الأوجاع ونلمس حجم الضياع فلا خيار لنا فيه غير أن نتذوق الأمر.
فمتى علينا أن نستعيد رشدنا ونهذب أداء بصيرتنا ونقترب إلى بعضنا فهناك ثمة خيمة وطن لمشتركاتنا المصيرية نضمد من داخلها إصابات الإحباط وشلل اليأس .
نعم أريد وطن نهتف له الطريقة والطريق. وطن سرقته المصالح والأطماع وسمسرت عليه أطراف التبعية والارتزاق بحثالات تجمعت في عملية سياسية ليس لسوريا بها لا ناقة ولا جمل. ليبقى الوجع والموت بها واحد.. فأغلب السياسيين بها غرقوا في مستنقعاتها، والكثير من المثقفين (الكتاب) على جرف السقوط يمدون أقلامهم في دسم المستنقع ثم يبتلعونه ممزوجا بلعاب الإحباط ومن خلف ظهرهم تتمدد أروقة الدماء وعيا وإرادة ووضوح رؤيا.
فمن جهنم الواقع السوري يدعونا بعضهم إلى جنة الديمقراطية وبعضهم الأخر يدعونا إلى الفوز العظيم في جنة للمجاهدين فكان حصادنا محرقة وطن ربما كانت سذاجة أم بلادة لنعود رماد انتكاسة على طريق إحباط الدعاة لنظل نحن سليلي الانتكاسات وخيبات الأمل نعيش وهم اصطياد الفرص المجانية بين محرقة وأخرى وليكمل الآخر تدربه على صعود الموجات فاقدين الرشد مكابرين متجنبين النظر إلى وطن بتاريخ.
فمن يبحث له عن سكينة كمن يبحث لعطشه عن زلال في السراب انه الموت المؤجل على سرير الإحباط - مع سبق الأصرار.