#معاوية_بن_ابي_سفيان
#معاويه_خال_المومنين
[١]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد؛
فلمّا شرّف الله تعالى الفقير بأن جعله من ذريّة سيّد الخلق صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وخلقَه من نطفة أسد الله الغالب عليّ بن أبي طالب عليه السلام، اشرأبت أعناق كثيرٍ من المحسني الظنّ لاستكناه رأيه في عددٍ من المسائل، من أبرزها وأعقدها تفصيل موقفي من سيدنا معاوية رضي الله عنه وأرضاه.
وقد رأيت غير واحدٍ يتعجّب من ترضيّ عنه، مع موالاتي لجدّي سيدنا عليّ عليه السلام موالاة تامّة مطلقةً لا شرط فيها ولا قيد، ونشري لفضائله ومحاسنه هو وأجدادي من آل البيت عليهم السلام حتى اتهمت من أجل ذلك بالتشيّع ونحوه من باطل التهم وسخيف البهتان!
ولمّا كثر في هذه الأيام التعرّض لهذا الصّحابي الجليل بالطعن من بعض الجهلة الأغمار، المخدوعين الأغرار، مع ما بلغني عن اقتراب عرض مسلسل عن معاوية رضي الله عنه؛ رأيت أن أكتب عددًا من المقالات أنبّه فيها إخواني من أهل السنة والجماعة على الموقف الحقّ من معاوية رضي الله عنه، موقف أئمة أهل السنة والجماعة من العلماء والأولياء قرنًا بعد قرن، ليكون هاديًا عاصمًا إن شاء الله لكثير من الأحباب والأصحاب.
وبين يدي ذلك أنبه على أمور ينبغي أن تقرأ تلك المقالات في ضوئها، وإلا فهمت على غير وجهها، منها:
١- أن هذه المقالات موجهة لإخواني من أهل السنة والجماعة، ممن يعظّم العشرة المبشرين بالجنة وأمهات المؤمنين، أما الشيعة الذين لا يرفعون بذلك رأسًا فليس هذا الكلام لهم، بل لهم نقاشٌ غير هذا النقاش واحتجاجٌ غير هذا الاحتجاج، في مناسبة أخرى إن شاء الله.
٢- أن الله لم يخلق بعد سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء أحدًا أحبّ إليّ من أهل الكساء، فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم جميعا وعلى سيدهم الصلاة والسلام، لا ينازعهم في تلك المحبة ملك ولا إنسٌ ولا جان.
ذلك في المحبّة، أما في التفضيل فمذهب أهل السنة والجماعة تفضيل سيّدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه، ثم سيدنا عثمان ذي النورين رضي الله عنه، ثم تفضيل سيدنا علي عليه السلام وكرم الله وجهه.
٣- أن سيدنا عليا عليه السلام عندي هو الحق، لا أقول هو المصيب، بل هو آية الصواب وعلامته ودليله وحجّته، يدور معه الحقّ والصواب حيث دار.
٤- أنني لو كنت في عصر جدي سيدنا علي عليه السلام لكنت في عسكره وخدمه، لو شرّفني بحمل نعله لحملته، ولو قال لي ارفع السيف لرفعته.
لكن الكلام عن موقفنا بعدما وضعت الحرب أوزارها، وانتقل كلٌّ إلى دار الحقّ.
فكن من هذا على ذُكرٍ لئلا يختلط عليك كلامي، أو يخلطه عليك مخلط، أو يوسوس فيه إليك موسوس.
والله المستعان، هو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار وسلم تسليمًا كثيرًا.
يُتبَع..